السبت، 31 أغسطس 2013

قليل من الحب لا يصلح - أحمد تيمور

قليل من الحب لا يصلح



قليلٌ من الحبِّ
لا يصلحُ
فإمّا منحتِ هواكِ جميعاً
وإمّا منعتِ
فإن حصانَ الهوى يجمحُ
إذا هُوَ في ركضهِ يُكبحُ
وإن حسابَ العواطفِ
ضدُّ العواطفِ
والعشقُ
بالمنطقِ الرقميِّ
سيخسرُ حتماً
ولو يربحُ.
وإن انتصافَ المسافاتِ
يُبقي السفينَ
بعُرض المحيطاتِ
رهنَ احتمالينِ
تجنحُ أو تجنحُ
ويستوقفُ الشمسَ
بين الهجير وبين الأصيلِ
فلا نحن نُمسي
ولا نُصبحُ.
ويستأنس الحسَّ
حتى يصيرَ بليداً
ردودُ انفعالاته باهتاتٌ
فلا هو يحزن حتّى الأسى
ولا هو حتّى الرضا يفرحُ
قليلٌ من الحبِّ
لا يصلحُ.
فإن قليلاً من الحبِّ
يعني كثيراً من اللامبالاةِ
واللامبالاةُ
جرحٌ عميقٌ
إذا بلغ الروحَ
لا تصفحُ
وإن قليلاً من الحبِّ
يعني كثيراً
من الأمسيات المجوّفةِ الوقتِ
لا تمنحُ العمرَ
غيرَ التسرُّبِ
عبرَ شقوق الليالي
وغيرَ التسرّبِ
لا تمنحُ
قليلٌ من الحبِّ
لا يصلحُ.
لقلبٍ كقلبي
يفوت أساه على الطرقاتِ
طريحاً
بلا أملٍ في النجاةْ
ويرجعُ منكسرَ الأمنياتِ
جريحاً
يغنّي لوجدِ المحبّينَ
كي يطرحوا
عنهمُ الاكتئابا
وكي يمرحوا
قليلٌ من الحبِّ
لا يصلحُ.
لقلبٍ يماثل قلبي
له جوهرُ الماءِ والضوءِ
يعرف كيف يسيلُ ويسري
ويجلو ويجري
ويروي رؤاهُ
على العالمينا
كواكبَ من فضّةٍ
تجذب الحالمينا
تقلّدُ أعناقَهم
ياسمينا
وتعقد فوق الجباهِ
من الجاهِ
غارا
كَـفُوف عذارى
وتسقيهمو خمرةً دون خمرِ
فينقلبون سكارى
وما هم سكارى
ويتّكئونَ
وقد لفّهم خدرُ اللهوِ
فوق رفارفَ
من سندس السّهوِ
خُضرٍ
وقلبيَ قِمْري
مع الطيرِ
من فوقهم يصدحُ
قليلٌ من الحبّ
لا يصلحُ.
لقلبٍ
له جوهرا الضوءِ والماءِ
لكنه ساكنٌ في الظلامِ
ويشكو الظمأْ
وينتظر الفرصَ السانحاتِ
من الومض والارتواءِ
فلا تسنحُ
قليلٌ من الحبِّ
لا يصلحُ.
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق